ليس في كل ميداليات جوائز نوبل من صور منحوتة فيها أي محظور يثير الجدل، إلا ميدالية "نوبل للسلام" التي تقاسمت جائزتها أمس الجمعة المراهقة الباكستانية المسلمة، ملالا يوسف زي، البالغ عمرها 17 سنة وشهرين، مع الناشط الهندي كايلاش ساتيارثي، ففيها نحت لعراة قد يخدش حياءها حين تتسلمها من القيّمين على الجائزة بعد شهرين وتعلقها على مرأى من الملايين لتتدلى من عنقها.
في أحد وجهي الميدالية رسم محفور لرجال عراة، بعكس كل ميداليات نوبل التي بدأوا منذ 1901 بتوزيعها على من يستحق، وما زال تصميمها مستمر للآن، وفق ما ذكرت "العربية.نت" وفقاً لمعلومات أوردتها في تقرير قبل عام أيضاً، حيث ذكرت أنها وجدتها مختلفة وفقا لطبيعة كل جائزة، لكن الجامع بينها أن في وجه كل منها حفر لرأس ألفريد نوبل، السويدي مخترع الديناميت وصاحب فكرة منحها، مع اسمه وتاريخ مولده ووفاته.
وذكرت أن الوجه الثاني فيه نحت مقبول شكله المختلف في كل الميداليات، إلا في ميدالية "نوبل للسلام"التي تقاسمتها ملالا مع الهندي كايلاش ساتيارثي، كما في الوجه الثاني عبارة لاتينية متكررة بكل الميداليات التي نحت صورها السويدي إريك لندبرغ، الراحل في 1966 بعمر 93 سنة، وهي Inventas vitam juvat excoluisse per artes أي ما ترجمته "الاختراعات تغذي الحياة المتزينة بالفنون" وهي بيت من ملحمة "الالياذة" لشاعر الإغريق الأعمى هوميروس.
ونجد في الوجه الثاني من كل ميدالية نحتا، هو أحياناً لامرأة عارية الصدر "بمظهر فني" غير فاضح، أو لشاب عارٍ لا يظهر منه أي مما هو محظور، وحول الرسم يحفر البيت الشعري دائريا بكلماته في جميع الميداليات التي اطلعت عليها "العربية.نت"، ووجدت أن ميدالية نوبل للسلام، وهي الوحيدة التي صممها غوستاف فايجلاند، المعروف بأشهر نحاتي النرويج وتوفي في 1943 بعمر 74 سنة، مختلفة بنحت فاضح.
ففي نحت "نوبل للسلام" صورة يظهر فيها 3 رجال وقفوا عراة تماماً، ووضعوا أياديهم على الأكتاف، للإيحاء بالتكاتف الوثيق، لكن بأعضاء تناسلية ظاهرة، اضطرت معه "العربية.نت" لإخفاء المحظور فيها، خصوصا ما يظهر من الرجل العاري إلى اليمين وزميله في الوسط.
كما حفر المصمم في الميدالية عبارة Pro pace et fraternitate gentium اللاتينية، ومعناها "من أجل السلام والأخوة بين الرجال" ربما ليحث الرجل بشكل خاص على صنع السلام، بدلا من أن يشعل الحروب ويقاتل في معاركها، طبقاً لما استوحته "العربية.نت" من تفسيرات عدة للنحت المحاط بالعبارة الدائرية في ميدالية بقطر 5 سنتيمترات ووزن 196 غراماً من ذهب عيار 18 مطلي بعيار 24 قيراطاً.
يذكر أن ميدالية "نوبل للسلام" جائزتها مليون و100 ألف دولار، تتقاسمها ملالا مع ساتيارثي، حين يتسلمها كل منهما في حفل موعود يوم 10 ديسمبر المقبل بأوسلو، وتغطيه محطات تلفزيونية عالمية، ونحتها يحرج كل مراهقة، خصوصا لمسلمة رمتها "طالبان" بالرصاص في 2012 لدفاعها عن تعليم البنات بالمدارس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق